بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
مَتنُ الجَوْهَرَةِ فِيْ التَّوْحِيْدِ
للإمامِ بُرْهَانِ الدِّيْنِ إبْرَاهِيْمَ بْنِ هَارُوْنَ الَّلقَّانِي
الحَمْدُ لِلّهِ عَلَى صِلاَتِـهِ *** ثُمَّ سَلاَمُ اللهِ مَـعْ صَلاَتِـهِ
عَلَى نَبِيّ جَاءَ بِالتَّوْحِيدِ *** وَقَدْ عَرَى الدِّينُ عَنِ التَّوْحِيدِ
فَأَرْشدَ الخَلْقَ لِدِينِ الحَقِّ *** بِسَيْفِـهِ وَهَدْيِـهِ لِلـحَـقِّ
مُحَمَّدِ الْعَاقِبْ لِرُسْلِ رَبِّهِ *** وَآلِـهِ وَصْحِبِـهِ وَحِزْبِـهِ
وَبَعْدُ: فَالْعِلْمُ بأَصْلِ الدِّيـنِ *** مُحَـتَـمٌ يَحْـتَـاجُ لِلتَّبْيِـيـن
لكِنْ مِنَ التَّطْوِيِل كَلَّتِ الْهِمَمْ *** فَصَارَ فِيـهِ الاِخْتِصَـارُ مُلْتَـزَمْ
وَهـذِهِ أُرْجُـوزَةٌ لَقَّبْتُهَـا: *** (جوْهَرَةَ التَّوْحِيدِ). قَدْ هَذَّبْتُهَـا
وَاللهَ أَرْجُو فِي الْقَبُولِ نَافِعًا *** بِهَا مُرِيدًا فِي الثَّـوابِ طَامِعًـا
فَكُلُّ مَنْ كُلَّـفَ شَرْعًـا وَجَبَـا *** عَلَيْهِ أَنْ يَعْـرِفَ: مَـا قَـدْ وَجَبَـا
لِلّـهِ وَالجَائـزَ وَالمُمْتَنِـعَـا *** وَمِـثْـلَ ذَا لِرُسْـلِـهِ فَاسْتَمِـعَـا
إِذْ كُلُّ مَنْ قَلَّدَ فِـي التَوْحِيـدِ *** إِيمَانُـهُ لَـمْ يَخْـلُ مِـنْ تَـرْدِيـدِ
فَفِيهِ بَعْضُ الْقَوْمِ يَحْكِي الخُلْفَا *** وَبَعْضُهُـمْ حَقَّـقَ فِيـهِ الْكَشْـفَـا
فَقَالَ: إِنْ يَجْزِمْ بِقَوْلِ الْغَيْـرِ *** كَفَى وَإِلا لَـمْ يَـزَلْ فِـي الضَّيْـرِ
وَاجْزِمْ بِأَنَّ أَوَّلاً مِمَّـا يَجِـبْ *** مَعَرِفَـةٌ وَفِيـهِ خُلْـفٌ مُنْتَـصِـبْ
فَانْظُرْ إِلَى نَفْسِكَ ثُـمَّ انْتَقِـلِ ***لِلْعَالـمَ العُلـوِيِّ ثُــمَّ السُّفْـلِـي
تَجِدْ بِهِ صُنْعًا بَدِيـعَ الْحِكَـمِ *** لكِـنْ بِـهِ قـامَ دَلِـيـلُ الْـعَـدَمِ
وَكُلُّ مَا جَـازَ عَلَيْـهِ الْعَـدَمُ *** عَلَيْـهِ قَطْعًـا يَسْتَحِيـلُ الْـقِـدَمُ
وَفَسِّرَ اْلإِيمَـانُ: بِالتَّصْدِيـقِ *** وَالنُّطْقُ فِيـهِ الخَلْـفُ بِالتَّحْقِيـقِ
فَقِيلَ: شَرْطٌ كالْعَمَلْ. وَقِيلَ: بَلْ ***شَطْرٌ وَالاسْـلاَمِ اشْرَحَـنَّ بِالْعَمَـلْ
مِثَالُ هذَا: الحَـجُّ وَالصَّـلاَةُ *** كَـذَا الصِّيَـامُ فَــادْرِ وَالـزَّكـاةُ
وَرُجِّحَـتْ: زيَـادَةُ اْلإِيمَـانِ *** بِمَـا تَزِيـدُ طَـاعَـةُ اْلإِنْـسَـانِ
وَنَقَصُهُ بِنَقْصهَـا. وَقِيـلَ: لاَ *** وَقِيـلَ لاَ. خُلْـفَ كَـذَا قَـدْ نُقـلاَ
فَوَاجبٌ لهُ: الْوُجُودُ وَالْقِـدَمْ *** كَـذَا بَقَـاءٌ لاَ يُشَـابُ بِالْـعَـدَمْ
وَأَنَّـهُ لِمَـا يَنَـالُ الْـعَـدَمُ *** مُخَالـفٌ بُرْهَـانُ هــذَا الْـقِـدَمُ
قِيَامُـهُ بِالنَّفـس وَحْدَانيَّـةْ *** مُنَـزَّهًـا أَوْصَـافُـهُ سَـنِـيَّـةْ
عَنْ ضِدٍّ أَوْ شِبْهٍ شَرِيكٍ مُطْلَقَا *** وَوَالَـدٍ كَـذَا الْوَلَـدْ وَاْلأَصْـدِقَـا
وَقُــدْرَةٌ إِرَادَةٌ وَغَـايَـرَتْ *** أَمْرًا وَعِلْمًا وَالرِّضَـا كمـا ثَبَـتْ
وَعِلْمُهُ وَلاَ يُقَـالُ مُكْتَسَـبْ *** فَاتْبَعْ سِبِيلَ الحَقِّ وَاطـرَحِ الرِّيَـبْ
حَيَاتُهُ كَـذَا الْكَـلاَمُ السَّمْـعُ *** ثُمَّ الْبَصَـرْ بَـذِي أَتَانَـا السَّمْـعُ
فَهَلْ لَـهُ إِدْرَاكٌ أًوْ لاَ خُلْـفُ *** وَعِنْـدَ قَـوْمٍ صَـحَّ فِيـهِ الْوَقْـفُ
حَـيٌّ عَلِيـمٌ قـادِرٌ مُرِيـدُ *** سَمِـعْ بَصِيـرٌ مَـا يَشَـا يُرِيـدُ
مُتْكَلِّمٌ ثُـمَّ صِفَـاتُ الـذَّاتِ *** لَيْسَـتْ بِغَيْـرٍ أَوْ بِعَيْـنِ الــذَّاتِ
فَقُـدْرةٌ بِمُمْـكِـنٍ تَعَلَّـقَـتْ *** بِـلاَ تَنَاهِـي مَـا بِـهِ تَعَلَّـقَـتْ
وَوَحْدَةً أَوْحِتْ لَهَا وَمِثْـلُ ذِي *** إِرَادَةٌ وَالْعِلْـمُ لـكِـنْ عَــمَّ ذِى
وَعَمَّ أَيْضًا وَاجِبًا وَالمُمْتَنِـعْ *** وَمِـثـلُ ذَا كَـلاَمُـهُ فَلْنَـتَّـبِـعْ
وَكُلُّ مَوْجُودٍ أَنِطْ لِلسَّمْعِ بِـهْ *** كَذَا الْبَصَـرْ إِدْرَاكُـهُ إِنْ قِيـلَ بِـهْ
وَغَيْرُ عِلْمٍ هـذِهِ كمـا ثَبَـتْ *** ثُـمَّ الحَيَـاةُ مَـا بشَـيْ تَعَلَّقَـتْ
وَعِنْدَنَا أَسْمَاؤُهُ الْعَظِيمَـةْ *** كَـذَا صفَـاتُ ذَاتِـهِ قَدِيـمَـةْ
وَاخْتِيرَ أَنَّ اسْمَاهُ تَوقِيفِيَّةْ *** كَذَا الصِّفَاتُ فاحْفَـظِ السَّمْعْيَّـةْ
وَكُلُّ نَصٍ أَوْهَمَ التَّشْبِيهَـا *** أَوِّلْـهُ أَوْ فَـوِّضْ وَرُمْ تَنْزِيهَـا
وَنَزّهِ الْقُـرْآنَ أَيْ كَلاَمَـهْ *** عَنِ الحُدُوثِ وَأحْـذَرِ انِتْقَامَـهْ
وَكُلُّ نَـصٍ لِلْحُـدُوثِ دَلاَّ *** اِحْمِلْ عَلَى اللَّفْظِ الـذَّي قَـدْ دَلاَّ
وَيَسْتَحِيلُ ضِدُّ ذِى الصِّفَات *** فِي حَقِّهِ كالْكَوْن فِـي الْجِهَـاتِ
وَجَائِزٌ فِي حقِّهِ مَا أَمْكَنَـا *** إِيجَادًا إعْدَامًـا كَرَزْقِـهِ الْغِنَـا
فَخَالِقٌ لِعَبَدْه وَمَـا عَمِـلْ *** مُوَفِّـقٌ لِمَـنْ أَرَادَ أَنْ يَـصِـلُ
وَخَـاذِلٌ لِمَـنْ أَرَادَ بُعْـدَهُ *** وَمُنْجِـزٌ لِـمَـنْ أَرَادَ وَعْــدَهُ
فَوْزُ السَّعِيدِ عِنْدَهُ فِي اْلأَزّلِ *** كَـذَا الشَّقُّـيِ ثُـمَّ لَـمْ يَنْتَقِـلِ
وَعِنْدَنَا لِلْعَبْدِ كَسْبٌ كُلِّفَـا *** بِهِ وَلكِـنْ لَـمْ يُؤَثِّـرْ فَاعْرِفَـا
فَلَيْسَ مَجْبُورًا وَلاَ اخْتِيَارَا *** وَلَيْـسَ كَـلاًّ يَفْعَـلُ اخْتِيَـارَا
فَإِنْ يُثِبْنَا فَبِمَحْضِ الْفَضْلِ *** وَإِن يُعَـذِّبْ فَبِمَحْـص الْعَـدْلِ
وَقَوْلُهُمْ: إِنَّ الصَّلاَحَ وَاجِبٌ *** عَلَيْهِ زُورٌ مَـا عَلَيْـهِ وَاجِـبُ
أَلَمْ يَرَوْا إيلاَمَهُ اْلأَطْفَـالاَ *** وَشِبْهَهَـا فَـحَـاذِرِ المُـحَـالاَ
وَجَائِزٌ عَلَيْهِ خَلْـقُ الشِّـرِّ *** وَالْخَيْرِ كالإِسْلاَمْ وَجَهْـلِ الْكُفْـرِ
وَوَاجِبٌ إِيمَانُنَـا بِالْقَـدَرِ *** وَبِالْقَضَا كما أَتَـى فِـي الْخَبَـرِ
وَمِنْهُ أَنْ يُنْظَرَ بِاْلأَبْصَـارِ *** لكِنْ بِـلاَ كَيْـفٍ وَلاَ انْحِصَـارِ
لِلْمُؤُمِنِينَ إِذْ بِجَائِزْ عُلِّقَتْ *** هـذِا وَلِلْمُخْتَـارِ دُنْيَـا ثَبَتَـتْ
وَمِنْهُ: إِرْسَالُ جَمِيعِ الرُّسْلِ *** فَلاَ وُجُوبَ بَلْ بِمَحْضِ الْفَضْـلِ
لكِنْ بِذَا إِيمَانُنَا قَدْ وَجَبَـا *** فَدَعْ هَوَى قَوْمٍ بِهِـمْ قَـدْ لَعِبَـا
وَوَاجِبٌ فِي حَقِّهِمْ: الأمَانَةْ *** وَصِدْقُهُمْ وَضِفْ لَهَـا الْفَطَانَـةْ
وَمِثْلُ ذَا تَبْلِيغُهُمْ لِمَا أَتَـوْا *** وَيَسْتَحيـلُ ضِدُّهَـا كمـا رَوَوْا
وَجَائِزٌ فِي حَقِّهِمْ كاْلأَكْـلِ *** وَكالْجِمَاعِ لِلنَّسَـا فِـي الْحِـلِّ
وَجَامِعٌ مَعْنَى الذَّيِ تَقَـرَّرَا: *** شَهَادَتَا اْلإِسْلاَمِ فَاطْـرَحِ الْمِـرَا
وَلَمْ تَكُنْ نُبْـوَّةٌ مُكْتَسَبَـةْ *** وَلَوْ رَقَى فِي الْخَيْرِ أَعْلى عَقَبَـةْ
بَلْ ذاكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ لِمَنْ *** يَشَـاءُ جَـلَّ اللهُ وَاهِـبُ الِمِنَـنْ
وَأَفْضَلُ الخَلْق عَلَى اْلإِطْـلاَقِ *** (نبِيُّنَـا) فَمِـلْ عَــنِ الشِّـقَـاقِ
وَاْلأَنْبِيَا يَلُونَـهُ فِـي الْفَضْـلِ *** وَبَعْدَهُـمْ ملاَئِـكَـة ذِي الْفَـضْـلِ
هذَا وَقَوْمٌ فَصَّلُـوا إِذْ فَضَّلُـوا *** وَبَعْضُ كُـلٍّ بَغْضَـهُ قَـدْ يَفْضُـلُ
بِالمُعْجِـزَاتِ أُيـدُوا تَكَـرُّمَـا *** وَعِصْمَـةَ الْبَـارِي لِكُـلٍّ حَتِّـمَـا
وَخُصَّ خَيْرُ الخَلْقِ أَنْ قَدْ تَمَّمَا *** بِـهِ الجَمِـيـعَ رَبُّـنَـا وَعَمَّـمَـا
بِعْثَتُـهُ فَشَرْعُـهُ لاَ يُنْـسَـخُ *** بِغَيْـرهِ حَتَّـى الـزَّمَـانُ يُنْـسَـخُ
وَنَسْخُهُ لِشَـرْعِ غَيْـرهِ وَقَـعْ *** حَتْمًـا أَذَلَّ اللهُ مَـنْ لَــهُ مَـنَـعْ
وَنَسْخَ بَعْضِ شَرْعِهِ بِالْبَعَـضِ *** أَجِزْ وَمَا فِـي ذَا لَـهُ مِـنْ غَـضٍّ
وَمُعْجِزَاتُـهُ كَثِيـرَةٌ غُــرَرْ *** مِنْهَـا كَـلاَمُ اللهِ مُعْجِـزُ الْبَـشَـرْ
وَاجْزِمْ بِمِعْرَاجِ النَّبِي كما رَوَوْا *** وَبَرِّئَـنْ لِعَائِشَـةْ مِـمَّـا رَمَــوْا
وَصَحْبُهُ خَيْرُ الْقُرُونِ فَاسْتَمِعْ *** فَتَابِعِـي فَتَـابِـعٌ لِـمَـنْ تَـبِـعْ
وَخَيْرُهُمْ مِنْ وُلِّـيَ الْخِلاَفَـةْ *** وَأَمْرُهُـمْ فِـي الْفَضْـلِ كالْخِلاَفَـةْ
يَلِيهُـمُ قَـوْمٌ كَـرِامٌ بَـرَرَهْ *** عِدَّتُهُـمْ سِـتٌّ تَـمَـامُ الْعَـشَـرَةْ
فَأَهْلُ بَـدْرٍ الْعَظِيـمِ الشَّـانِ *** فَأَهْـلُ أُحْـدٍ بَيْـعَـةِ الـرِّضْـوَانِ
وَالسَّابِقُونَ فَضْلُهُمْ نَصًّا عُرِفْ *** هذَا وَفِـي تَعْيِينِهِـمْ قَـدِ اخْتُلِـفْ
وَأَوِّلِ التَّشَاجُـرَ الـذَّيِ وَرَدْ *** إِنْ خُضْتَ فِيهِ وَاجْتَنِبْ دَاءَ الحَسَـدْ
وَمَالِـكٌ وَسَـائِـرُ اْلأَئِـمَّـهْ *** كَـذَا أَبُـو الْقَاسِـمْ هُـدَاةُ اْلأُمَّـهْ
فَوَاجِبٌ تَقْلِيـدُ حَبْـرٍ مِنْهُـمُ *** كَـذَا حكا الْقَـوْمُ بِلَفْـظٍ يُفْهَـمُ
وَأَثْبِتَـنْ لِلأَوْلِيَـا الْكَرَامَـة *** وَمَـنْ نَقَاهَـا فَانْبـذَنْ كَـلاَمَـهْ
وَعِنْدَنَا أَنَّ الدُّعـاءَ يَنْفَـعُ *** كما مِنَ الْقُـرْآنِ وَعْـدًا يُسْمـعُ
بِكُلِّ عَبْدٍ حَافِظُـونَ وُكِّلُـوا *** وَكاتِبُـونَ خِيـرَةٌ لَـنْ يُهْمِلُـوا
مِنْ أَمْرِهِ شَيْئًا فَعَلْ وَلَوْ ذَهِلْ *** حَتَّى اْلأَنِينَ فِي المَرَضْ كما نُقِـلْ
فَحاسِبِ النَّفْسَ وَقِلَّ اْلأَمَـلاَ *** فَـرُبَّ مَـنْ جَـدَّ لأِمْـرٍ وَصَـلاَ
وَوَاجِـبٌ إِيمَانُـنَـا بِالْـمَـوْتِ *** وَيَقْبِـضُ الـرُّوحَ رَسُـولُ الـمَـوْتِ
وَمَيِّـتٌ بِعُمْـرِهِ مَـنْ يُقْـتَـلُ *** وَغَـيْـرُ هــذَا بَـاطِـلٌ لاَ يُقْـبَـلُ
وَفِي فَنَا النفْس لَدَى النَّفْخِ اخْتُلِفْ *** وَاسْتَظْهَر السُّبْكِى بقَاهَا اللَّـذْ عُـرفْ
عَجْبَ الذَّنَبْ كالرُّوحِ لكِنْ صَحَّحَا *** الْـمُـزَنِـيُّ لِلْـبِـلَـى وَوَضَّـحَــا
وَكُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ قَـدْ خَصَّصُـوا *** عُمُومَـهُ فَاُطْلُـبْ لِمَـا قَـدْ لخَصُـوا
وَلاَ تَخُضْ فِي الرُّوحِ إِذْ مَا وَرَدَا *** نَـصٌّ مِـنَ الشَّـارِعِ لكِـنْ وُجِــدَا
لِمَالِـكٍ هِـيَ صُـورَةٌ كالجَسَـدِ *** فَحَسْبُـكَ الـنَّـصُّ بِـهـذَا السَّـنَـدِ
والْعَقْلُ كالـرُّوحِ وَلكِـنْ قَـرَّرُوا *** فِيـهِ خِلاَفًـا فَانْظُـرَنْ مَـا فَسَّـرُوا
سُؤَالُنَـا ثُـمَّ عَـذَابُ الْقَبْـرِ *** نَعِيمُـهُ وَاجِـبْ كَبَعْـثِ الحَشْـرِ
وَقُلْ يُعَادُ الْجِسْمُ بِالتَّحْقِيـقِ *** عَـنْ عَـدَمٍ وَقِيـلَ عَـنْ تَفْرِيـقِ
مَحْضَيْنِ لكِنْ ذَا الْخِلاَفُ خُصَّا *** بِاْلأَنْبِيَـا وَمَـنْ عَلَيْهـمْ نُـصَّـا
وَفِي إِعَادَةِ الْعَـرَضْ قَـوْلاَنِ *** وَرُجِّـحَـتْ إِعَــادَةُ اْلأَعـيْـان
وَفِي الزَّمَنْ قَوْلاَنِ وَالْحِسَابُ *** حَـقٌ وَمَـا فِـي حَـقٍ ارْتِيَـابُ
فَالسَّيِّئَـاتُ عِنْـدَهُ بِالْمِثْـلِ *** وَالحَسَنَـاتُ ضُوعَفـتَ بِالْفَضْـلِ
وَبِاجْتِنَابٍ لِلْكَبَائِـرْ تُغْفَـرُ *** صَغَائِـرٌ وَجَـا الْوُضُـو يُكَـفِّـرُ
وَالْيَوْمُ الآخِرْ ثُمَّ هَوْلُ المَوْقِفِ *** حَقٌ فَخَفَّـفْ يَـا رَحِيـمُ وَأَسْعِـفِ
وَوَاجِبٌ أَخْذُ الْعِبَادِ الصُّحُفَـا *** كمـا مِـنَ الْقُـرْآنِ نَصًّـا عُـرِفَـا
وَمِثْلُ هذَا: الْوَزْنُ وَالمِيـزَانُ *** فَـتُـوزَنُ الْكُـتْـبُ أَوْ اْلأَعْـيَـانُ
كَذَا الصِّرَاطُ فَالْعِبَادُ مُخْتَلِـف *** مُـرُورُهُـمْ فَسَـالِـمٌ وَمُنْـتَـلِـفْ
وَالْعرْشُ وَالْكُرْسِيُّ ثُمَّ الْقَلَـمُ *** وَالْكاتِبُـونَ اللَّـوْحُ كُــلٌّ حِـكَـمُ
لاَ لاِحْتِيَـاجٍ وَبِهَـا اْلإِيمَـانُ *** يَجِـبْ عَلَيْـكَ أَيُّـهَـا اْلإِنْـسَـانُ
وَالنَّارُ حَقٌّ أُوجِدَتْ كالْجَنَّـهْ *** فَـلاَ تَـمِـلْ لِجَـاحـدٍ ذِي جِـنَّـهْ
دَار خُلُودٍ للسَّعِيـد وَالشَّقِـي *** مُـعَـذَّبٌ مُنَـعَّـمٌ مَهْـمَـا بَـقِـى
إِيمَانُنَا بَحوْضِ خَيْرِ الرُّسْلِ *** حَتْـمُ كمـا جَاءَنَـا فِـي النَّـقْـل
يَنَالُ شُرْبًا مِنْهُ أَقْوَامٌ وَفَـوْا *** بِعَهْدِهِمْ وَقُـلْ يُـذَادُ مَـنْ طَغَـوْا
وَوَاجِبٌ شَفَاعَـةُ المُشَفَّـعِ *** (مُحَـمَّـدٍ) مُقَـدَّمًـا لاَ تَـمْـنَـعٍ
وَغَيْرُه مِنْ مُرْتَضى اْلأَخْيَارِ *** يَشْفَعْ كما قَدْ جَـاءَ فِـي اْلأَخْبَـارِ
إِذْ جَائِزٌ غُفْرَانُ غَيْرِ الْكُفْـرِ *** فَـلاَ نُكَـفَّـرْ مُؤْمِـنًـا بِـالْـوزْرِ
وَمَنْ يَمُتْ وَلَمْ يَتُبْ مِنْ ذنْبِهِ *** فَـأَمْـرُهُ مُـفَــوَّضٌ لِـرَبِّــهِ
وَوَاجِبٌ تَعَذِيبُ بَعْضٍ ارْتَكَبْ *** كَبِيـرَةً ثُـمَّ الْخُـلُـودُ مُجْتَـنَـبْ
وَصِفْ شَهِيدَ الحَرْبِ بِالْحَيَاةِ *** وَرِزْقَـهُ مِـنْ مُشْتَهـى الجَنَّـاتِ
وَالرِّزْقُ عِنْدَ الْقَوْمِ مَا بِهِ انْتُفِعْ *** وَقِيلَ لاَ بَـلْ مَـا مُلِـكْ وَمَـا اتُّبِـعْ
فَيَرْزُقُ اللهُ الحَـلاَلَ فَاعْلَمَـا *** وَيَــرْزُقُ المَـكْـرُوهَ وَالمُحَـرَّمَـا
فِي الاِكْتِسَابِ وَالتَّوَكُّلِ اخْتُلِفْ *** وَالرَّاجِحُ التَّفْصِيـلُ حَسْبَمـا عُـرِفْ
وَعِنْدَنَا الشَّيْءُ هُوَ المَوْجُودُ *** وَثَابِـتٌ فِـي الْخَـارِجِ المَوْجُـودُ
وُجُودُ شَيْءٍ عَيْنُهُ وَالْجَوْهَرُ *** الْفَـرْدُ حَـادِثٌ عِنْدَنَـا لاَ يُنْـكَـرُ
ثُمَّ الذُّنُوبُ عِنْدَنَا قِسْمـانِ: *** صَغِـيـرَةٌ كَبِـيـرَةٌ فَالـثَّـانِـي
مِنْهُ الْمَتَابُ وَاجِبٌ فِي الْحَالِ *** وَلاَ انْتِقَـاضَ إِنْ يَـعُـدْ لِلْـحَـالِ
لكِنْ يُجَدِّدُ تَوْبَةً لِمَا اقْتَـرَفْ *** وَفِي الْقَبْولِ رَأْيُهُـمْ قَـدِ اخْتَلَـفْ
وَحِفْظُ دِينٍ ثُمَّ نَفْسٍ مَالْ نَسَبْ *** وَمِثْلُهَا عَقْـلٌ وَعِـرْضٌ قَـدْ وَجَـبْ
وَمَنْ لِمَعْلُومٍ ضَـرُورَةً جَحَـدْ *** مِنْ دِينِنَا يُقْتَـلُ كُفْـرًا لَيْـسَ حَـدّْ
وَمِثْلُ هذَا مَنْ نَفـى لِمُجْمَـعِ *** أَوِ اَسْتَـبَـاحَ كالـزَّنَـا فَلْتَسْـمَـعِ
وَوَاجِبٌ نَصْبُ إِمَامٍ عَـدْلِ *** بِالشَّرْعِ فَاعْلَـمْ لاَ بِحُكْـمِ الْعَقْـلِ
فَلَيْسَ رُكْنًا يُعْتَقَدْ فِي الدِّينِ *** فَـلاَ تَـزغْ عَـنْ أَمْـرِهِ المُبِيـنِ
إِلاَّ بِكُفْرٍ فَانْبِـذَنَّ عهْـدَهُ *** فَاللهُ يَكْفِـيـنَـا أَذَاهُ وَحْـــدَهُ
بَغِيْرِ هذَا لاَ يُبَاحُ صَرْفُـهُ *** وَلَيْسَ يُعْـزَلْ إِنْ أُزِيـلَ وَصْفُـهُ
وَأَمُرْ بِعُرْفٍ وَاجْتَنِبْ نَمِيمَةْ *** وَغِيـبَـةً وَخَصْـلَـةً ذَمِـيـمَـةْ
كالْعُجْبِ وَالْكِبْرِ وَدَاءِ الحَسَدِ *** وَكالْمِـرَاءِ وَالـجَـدَلْ فاعْتَـمـدِ
وَكنْ كَمَا كانَ خِيَارُ الخَلْـقِ *** حَلِيـفَ حِـلْـمٍ تَابِـعًـا لِلْـحَـقِّ
فَكُلُّ خَيْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَف *** وَكُلُّ شَرٍ في ابْتـدَاعِ مِـنْ خَلَـفْ
وَكُلُّ هَدْيٍ لِلنَّبِّي قَـدْ رَجَـحْ *** فَمَا أُبِيحَ افْعَلْ وَدَعْ مَـا لَـمْ يُبَـحْ
فَتَابِعِ الصَّالِحَ مِمَّـنْ سَلَفَـا *** وَجَانِـبِ الْبِدْعَـةَ مِمَّـنْ خَلَـفَـا
هذَا وَأَرْجُو اللهَ فِي اْلإِخْلاصِ *** مِـنَ الرَّيَـاءٍ ثُـمَّ فِـي الْخَـلاَصِ
مِنَ الرَّجِيمِ ثُمَّ نفْسِي وَالْهَوَى *** وَمَـنْ يَمِـلْ لِهـؤُلا قَـدْ غَــوَى
هذَا وَأَرْجُو اللهَ أَنْ يْمنحَنَـا *** عِنْـدَ السُّـؤَالِ مُطْلـقًـا حُجَّتَـنَـا
ثُمَّ الصَّلاَةُ وَالسَّـلاَمُ الدَّائِـمُ *** عَلَـى نَـبِـيٍ دَأَبُــهُ المَـرَاحِـمُ
مُحَمَّدٍ وَصَحْبِـهِ وَعِتْرَتِـهْ *** وَتَابِـعٍ لِنَهْـجِـهِ مَــنْ أَمَّـتِـهْ